بسم الله الرحمن الرحيم
النميمة من المصائب التي ابتلينا بها الآن، وخاصة في مجتمع النساء، حيث لا يروق لبعضهن أن يرين واحدة مستقرة في حياتها الزوجية، فيتهمونها اتهامات شديدة، حتى يفسدوا العلاقة بينها وبين المجتمع الذي تعيشه.
إن النميمة بين الناس مصيبة، وقد رُوِيَ عَنْ "حُذَيْفَةَ" أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلاً يَنُمُّ الحَدِيثَ، فَقَالَ "حُذَيْفَةُ": سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ".
أخرجه "مسلم" في صحيحه.
وفي رواية أخرى:
عَنْ "إِبْرَاهِيمَ" عَنْ "هَمَّامٍ" قَالَ: كُنَّا مَعَ "حُذَيْفَةَ" فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَجُلاً يَرْفَعُ الحَدِيثَ إِلى "عُثْمَانَ". فَقَالَ لَهُ "حُذَيْفَةُ": سَمِعْتُ النَّبيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ".
أخرجه "البخاري" في صحيحه.
أي الذي يمشي بالنميمة بين الناس الذي يوقع بين الناس بعضها البعض.
فنحن نرى أشخاصًا يصعب عليهم أن تكون الأسر المسلمة متماسكة، وأن جو الأسرة مستقر، فيذهبون إلى الزوج، ويخبرونه شيئًا عن زوجته والعكس، فكل ذلك سوف يجعل روابط هذه الأسرة تتقطع.
ويمكن التوبة على هذا الذنب عند السجود في الصلاة والاستغفار لله سبحانه وتعالى إني تبت إليك فاقبل توبتي، واسأل الله أن يتقبل مني ومنك. والله سبحانه وتعالى لا يغفر لعبده إلا إذا سامحه صاحب المظلمة، فيجب الاعتراف له حتى يسامحه، ثم يطلب من الله أن يعينه، ويغفر له، ويتوب عليه.
فيجب على المذنب أن يعاهد الله تعالى أنه لن يعود إلى هذا الذنب مرة أخرى، ولن يترك التوبة أبدًا، وسيتمسك بحبل التوبة مع الله تبارك وتعالى.
وقد علمنا الرسول الكريم دعاءًا قال عنه أنه "سيد الاستغفار":
عَنْ "شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ" ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ عَنِ النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: "سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَني وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبي، فَاغْفِرْ لي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ".
قَالَ: "وَمَنْ قَالهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنَاً بهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ".
أخرجه "البخاري" في صحيحه.
الشيخ "سلامة عبد القوي"